فكرة مهمة عن العيدين عند المسلمين في ماليزيا

قال الله تعالى في كتابه عزيز من سورة المائدة آية الثالث، ﴿ ٱلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِى وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلْإِسْلَـٰمَ دِينًۭا ۚ فَمَنِ ٱضْطُرَّ فِى مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍۢ لِّإِثْمٍۢ ۙ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌۭ رَّحِيمٌۭ . إن العيد اسم لكل إنسان من أي شعب الناس يُعتاد ويعود ويتكرر. الأعياد هي شعارات توجد لدى كل الأمم سواء أكانت كتابية أم وثنية أم غير ذلك. فكل الناس يحبون أن تكون لهم مناسبات يحتفلون فيها ويتجمّعون ويُظهرون الفرح والسرور وذلك لأن إقامة الأعياد ترتبط بغريزة وجبلّة طبع الناس عليها. يحتفل المسلمون العيدين وتميز بأعيادهم على اختصاص المسلمين في دينهم. دلّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله عن ذلك: "إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا". لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بالكفار والمشركين في شيء مما يختص بأعيادهم، لا من طعام ولا من لباس. في تلك اليوم يلبس الناس ثياب جديد ومختلف لونها وأمناطها.

بعد صلاة الصبح أي وقت الضحى يذهبون المسلمون أفواجا إلى المسجد أو مكان واسع لصلاة العيد جماعة. إنهم يلقون أقاربهم وأصدقاءهم يثارهون ويبتسمون ويتبادلون التهنئة الطيبة والتحية والسلم. هما لعطل كافة في بلدنا ماليزيا في هذين العيدين وبسبب هذا تغلق بعض المجلات حول عاصمة أو مدينة. فليس لهم المسلمون إلا عيدان أي عيد الفطر وعيد الأضحى. هذان العيدان هما من شعائر الله التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها. وفيما يلي نتعرض لطائفة من أحكام العيدين وآدابهما في الشريعة الإسلامية .كرم الله المسلمين على اختصاص المسلمين بهذين العيدين لا غير وأنه لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بالكفار والمشركين في شيء مما يختص بأعيادهم، لا من طعام ولا من لباس، ولا إيقاد نيران ولا عبادة ولا يمكّن الصبيان من اللعب في أعيادهم، ولا إظهار الزينة، ولا يسمح لصبيان المسلمين بمشاركة الكفار في أعيادهم.

إن كل مجتمع به الغني والفقير، ومهما تطورت الدول فلابد من وجود فقراء وأغنياء، ويعد الفقر حالة من العجز حيث لا يستطيع الفقير تلبية حاجته الأساسية. يجب على المسلمين إسعاد الفقراء والمحتاجين في الأيام جميعها بشكل عام، وفي الأعياد بشكل خاصّ، وإدخال الطمأنينة إلى قلوبهم. إن عيدُ الفِطْر، وتُخرَج صدقته قبل صلاة العيد، وعيدُ الأضحى، وتُذبح فيه الأضاحِي. وبذلك يفرحُ المسلمون، ويُسعِد بعضهم بعضاً؛ فيعطي الغنيّ الفقير الصدقات، ويُوزّع المسلم على أخيه المسلم الأُضحيات. شرع الله عزّ وجلّ صدقةَ الفِطْر على الأغنياء من المسلمين ليعطف الغني على الفقير بحيث تُعطى لفقرائهم. فيه لكمتَينِ بيّنهما رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وهما أنّ صدقةِ الفِطْر مُطهِّرةٌ للقلب وأنّ فيصدقة الفِطر إغناءٌ لفقراء المسلمين عن السؤال يوم العيد.

الأعياد في اللإسلام لها أهميّةٌ عظيمةٌ في المجتمع المسلم لتجديد المودة والرحمة في يوم العيد على سبيل تنشر المحبّة والمسرّات في المجتمعات، وخاصّةً تلك الفرحة التي تغمر قلوب المساكين والمحتاجين. فالعيد فرحٌ وسرورٌ تنتشرُ البهجة فيه لتشمل الفئات المجتمعيّة جميعها، ولن تكون هذه الفرحة مكتملةً في القلوب إلّا إن أعطى الأغنياءُ الفقراءَ زكاة الفِطْر، وأسعدوهم بها. فالمجتمع كالجسد الواحد، إن اشتكى منه بعضه تألّم بعضه الآخر. صدق قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "مَثَلُ المُؤْمِنِينَ في تَوادِّهِمْ، وتَراحُمِهِمْ، وتَعاطُفِهِمْ مَثَلُ الجَسَدِ إذا اشْتَكَى منه عُضْوٌ تَداعَى له سائِرُ الجَسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى".

Hidup perlu bersyukur..

Setapak,
28 Jamadil Akhir 1444H.

Comments